1 - الاشعار المنحولة:
وقد لاحظنا: أن ابن هشام يقول بالنسبة للاشعار المنسوبة لخبيب بن عدي، وحسان بن ثابت: إن أهل العلم بالشعر، أو بعضهم، ينكر أن تكون هذه الاشعار أو تلك لخبيب أو لحسان.
بل إن ابن هشام يصرح بأنه قد ترك ذكر أشعار أخرى تنسب لحسان، بسبب إنكار العلماء بالشعر، أو بعضهم نسبتها لحسان.
الامر الذي يعطي: أنه قد كان ثمة شكوك منذ الصدر الأول تراود أذهان العلماء في هذا المجال، وأنهم كانوا يشعرون بوجود تعمد وإصرار على نظم أشعار ونسبتها إلى خبيب تارة وإلى حسان أخرى.
وإن ذلك لمريب حقا، وأي مريب.
2 - خبيب هو الأهم:
ومن يراجع النصوص الروائية والتاريخية يتضح له: أن خبيب بن عدي هو محط الاهتمام، والحائز على أوسمة التبجيل والاكرام، وهو الذي ترثيه الشعراء، وتظهر له الكرامات وتبرز له الفضائل.
بل ذكروا: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم قتل خبيب:
خبيب قتلته قريش، ولا ندري، أذكر زيدا أم لا (1). فهل سبب ذلك أنه كان أفضل من زيد بن الدثنة، وأعلم وأعبد؟! أم أن سبب ذلك هو أن العلماء يشكون في أمر زيد بن الدثنة، ويرون أنه لم يقتل مع خبيب؟!
أم أنه قد كان ثمة من يهتم بأمر خبيب، والتركيز عليه لقرابة له معه، أو لهوى سياسي له يخوله الاستفادة من استشهاد خبيب لتثبيت أمر فريق،