بأنه قد أجار أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله).
ولعل من نتائج موقف النبي (صلى الله عليه وآله) هذا، ثم مبادرة حسان بن ثابت لتحريض ربيعة بن أبي براء على عامر، أن سأل ربيعة النبي (صلى الله عليه وآله) أو غيره: إن كانت ضربة أو طعنة لعامر تغسل عن أبيه هذه الغدرة، فقال (صلى الله عليه وآله): نعم.
فطعنه ربيعة في حياة أبيه، فقتله، (كما في معالم التنزيل) أو فأشواه، كما في المصادر الأخرى.
شرف التواضع.. وذل الغطرسة:
وتحدثنا الروايات: أن عامر بن الطفيل لم يستطع أن يميز النبي (صلى الله عليه وآله) من بين أصحابه حيث كان جالسا بينهم كأحدهم حتى يسأل عنه هذا وذاك فيخبرونه.
نعم وهذه هي أخلاق الاسلام وتعاليمه، وهذه هي تربيته للانسان، فهو يربي في الانسان إنسانيته أولا، ويفهمه أن الحكم ليس امتيازا وإنما هو مسؤولية وواجب في إطار قاعدة، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
فالاسلام يربي في الانسان روح الرفض والادانة. لكل الامتيازات الظالمة، التي يجعلها المتزعمون، وأصحاب الثروات والوجاهات لأنفسهم، لا لشئ إلا لانهم أبنا فلان، أو لانهم يملكون القوة، أو المال، أو ما أشبه ذلك. من دون أن يقدموا لمجتمعهم أدنى ما توجبه عليهم القيم والمثل الانسانية، ولا حتى أن يعترفوا لغيرهم بأبسط الحقوق، حتى حق الحياة، فضلا عن حق الحرية، والعيش بكرامة.
الرسل لا تقتل:
ويلاحظ هنا: أن عامر بن الطفيل قد ارتكب عملا شنيعا، يرفضه