الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٧ - الصفحة ٣٢٧
علقمة والأسود (1).
ولكنه خلاف الظاهر، كما لا يخفى، حيث إن لها سياقا واحدا لم يتغير، وقد جاء عطف اللاحق على السابق بصورة طبيعية، ومنسجمة، كما هو الحال في كل كلام واحد.
جريمة الاحداث في الدين، والسكوت عليها:
ونجد في الروايات: أن أول من جعل القنوت قبل الركوع هو عثمان بن عفان، لكي يدرك الناس الركعة (2).
ونقول: لعل المراد: أن عثمان قد جعل القنوت الثاني في صلاة الجمعة قبل الركوع. ثم جاءت الأهواء بعد ذلك لتلغي القنوت من جميع الصلوات، ما عدا الصبح عند البعض، أو ما عدا شهر رمضان عند آخرين، إلى غير ذلك من أقوال مذاهب، ومنشؤها اختلاف الروايات، ولسنا هنا بصدد تحقيق ذلك.
2 - قد قدمنا: ما يدل على أن القنوت كان قبل الركوع، ونزيد هنا ما رواه البخاري وغيره، من أن عاصما الأحول، سأل أنسا عن القنوت، أقبل الركوع، أو بعد الركوع؟!
فقال: قبل الركوع.
قال: قلت فإنهم يزعمون: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قنت

(١) راجع: عمدة القاري ج ٧ ص ٢٣.
(٢) راجع: المصنف للصنعاني ج ٣ ص ١٠٩ و ١١٩ والسنن الكبرى ج ٢ ص ٢٠٩ وفتح الباري ج ٢ ص ٤٠٨ عن محمد بن نصر، وشرح الموطأ للزرقاني ج 2 ص 51.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست