أتت عامر ترجو المودة بينها وبينهم؟!
إلا أن يكون ثمة تفاصيل لم تصل إلينا، تفيد أن بني عامر قد حاولوا إصلاح ما صدر منهم تجاه المسلمين، ولعل وفود عامر بن الطفيل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد كان لأجل ذلك.
سعد ابن أبي وقاص في بئر معونة:
وقد ذكرت بعض الروايات حضور سعد بن أبي وقاص في قضية بئر معونة، وأنه حين رجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال له: (ما بعثتك قط إلا رجعت إلي من بين أصحابك) (1).
ونحن نسجل هنا النقاط التالية:
ألف: لقد صرحت بعض الروايات، ولا سيما الواقدي في مغازيه بأنه لم يشترك في هذه السرية إلا أنصاري، واستثنى البعض بعض المهاجرين، وليس من بينهم سعد.
وإذا كان قد حضرها حقا، فلعله التحق بهؤلاء الركب بعد مسيرهم، ثم تمكن من الهرب، حينما وقعت الواقعة.
ب: إن كلمات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) المتقدمة لسعد تدل على أنه كان ماهرا في الهرب، بارعا في التخلص من المأزق، وأنه قد تخلص مرات عديدة أشار النبي (صلى الله عليه وآله) إليها في كلمته الانفة الذكر، والتي تشير إلى تعجب النبي (صلى الله عليه وآله) من هذا الامر.