من القول) * ما يفيد: أن هذه الآيات قد نزلت في مورد آخر فراجع (1).
ولم نفهم أخيرا لماذا لم يشتك نفس صاحب الدرع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأرسل شخصا آخر لهذا الغرض.
وأخيرا فإننا نلاحظ ان بعض الروايات تهدف إلى الطعن بالأنصار، والحط من قدرهم.
الكلمة الأخيرة ولكننا مع كل ما تقدم، فإننا لا نستبعد أن يكون لهذه الرواية أصل، وإن لم نستطع أن نحدده بدقة، فربما يكون ثمة شخص قد سرق درعا لأحدهم، فلما خاف أن تقطع يده هرب وارتد.
الارتداد لماذا؟!
ليس عجيبا أن يسرق الانسان شيئا ما، بدافع الحاجة أحيانا، أو بدافع الاضرار بخصمه أحيانا أخرى، أو لاقتضاء عادته وظروفه النفسية وغيرها وخصوصا مع عدم بنائه نفسه، وأخلاقه، وعاداته، وسلوكه بصورة عامة، وفق المبادئ والمثل العليا التي يؤمن بها.
ولكن العجيب حقا؟ أن يتخلى هذا الانسان عن عقيدته، وفكره، وقناعاته بسبب أمر تافه كهذا! وهذا إن دل على شئ، فإنما يدل على أن هذه العقيدة لم تتخذ من نفسه صفة الأصالة والرسوخ الكامل، ولا اتصلت بعقله وبروحه. ولا هو تفاعل معها، وعاشها فكرا وعقيدة وسلوكا، وإنما كانت بالنسبة إليه نوعا من الترف الفكري، أو انسياقا في جو معين لم ير بأسا من الانسياق معه، ولا ضرورة للتخلف عنه.