سفيان قد كان في جملة من حضر، وقد بقي بعد ذلك عشرات السنين، هذا بالإضافة إلى كثيرين ذكرت أسماؤهم، بل تقدم أن أكثر أهل مكة كانوا حاضرين، فلو كان أكثرها قد هلك، قبل أن يحول الحول، فلماذا يحتاج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى خوض حرب الخندق، وما بعدها من حروب إلى فتح مكة؟ ألم يكن بامكان الرسول أن يهجم حينئذ على مكة، ويستولي عليها، ولماذا ينتظر إلى سنة ثمان من الهجرة أي حوالي أربع سنين من هلاك أكثر أهل مكة؟!
ولا ندري بعد هذا ما المقصود بقولهم: إنهم قتلوا في الخندق متفرقين، ونحن نعلم أنه لم يقتل في الخندق من المشركين سوى عدة قليلة معروفين بأسمائهم وأعيانهم، كما سيأتي.
توجيهات لا تجدي:
والغريب في الامر: أننا نجد الزرقاني والسهيلي يتبرعان بحل هذا المشكل على النحو التالي:
إن دعوة خبيب أصابت منهم من سبق في علمه تعالى: أن يموت كافرا، وأما من سبق في علمه تعالى أنه يسلم: فلم يعنه خبيب، ولا قصده في دعائه فلم تصبه.
وعلامة استجابة دعوته: أن من هلك بعد الدعوة، فإنما هلك بددا، لانهم قتلوا غير معسكرين، ولا مجتمعين، كاجتماعهم في بدر وأحد، لان الدعوة بعدهما، فنفذ الدعوة على صورتها (1). إنتهى.
ونقول: ألف: إن صريح الكلام المتقدم هو أن جميع الذين حضروا قتل