التوازن والتكريم:
وقد تقدم: أنه (صلى الله عليه وآله)، حينما أراد ان يقوم ببعض الأعمال، ويتخذ بعض المواقف تجاه فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، يقول للمسلمين:
(إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك، فسلوني: لم فعلته؟).
ونرى: أنه (صلى الله عليه وآله) يهدف من وراء ذلك إلى تركيز أمرين اثنين لهما أهمية فائقة.
أولهما: الإشارة إلى أن أهم شئ تقوم عليه التربية الإلهية لهذا الانسان هو:
إقرار حالة من التوازن بين ما ينبغي أن يكون عليه الانسان المسلم من لزوم التعبد والتسليم والانقياد لله وللرسول (صلى الله عليه وآله) ولكل ما هو شرع ودين، عملا بقوله تعالى: * (ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) * (1). وقوله تعالى: * (أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم) * (2). والآيات الامرة بهذه الإطاعة كثيرة.
وبين أن يبقى العقل والفكر طليقا، يمارس حقه الطبيعي في التأمل، والتدبر والاستنتاج، وإصدار الاحكام، وفقا للمعايير الصحيحة والسليمة، التي يقبلها العقل وأقرها الشرع.
حتى إذا ما واجه هذا الانسان أحيانا مشكلة على مستوى الفهم والنظر والتأمل، فإن عليه أن يبحث، ومن حقه أن يسأل ويستوضح.