وكيف تقول الرواية شغلهم موت صاحبهم عن البحث عنهما، مع أن نفس الرواية تقول: إنهما أقاما في الغار يومين، حتى سكن الطلب؟!
فإن ذلك يدل على أن المكيين قد واصلوا البحث عنهما.
بطل هنا.. ونعامة هناك:
إننا نلاحظ: أن البطولات كلها تنسب إلى عمرو بن أمية الضمري، وليس لصاحبه أي دور يذكر.
فهو نجيب الساق. وهو أعرف بمكة من الفرس الأبلق، وهو معه خنجر مثل خافية النسر، وهو يخرج من الغار مثل السبع، ويأخذ المحجة كأنه نسر وهو الرجل المعافى، وصاحبه ذو علة، وهو صاحب الجمل، ولا جمل لصاحبه وهو... وهو إلخ.
ولكننا لا نجده في سرية بئر معونة نجيب الساق، ولا كان مثل السبع، ولا أخذ المحجة كأنه نسر، بل القي عليه القبض مباشرة ولم يذكر لنفسه ولا ذكر غيره له أي شئ يشير إلى ذلك لا من قريب ولا من بعيد كما تقدم.
بطل يتحدث عن نفسه:
لم ترو قصة عمر بن أمية إلا عن عمر بن أمية نفسه، وهذا أمر يثير الشبهة والريب فيها.
يأس العاجز أم طاقية الاخفاء؟
تارة تقول الرواية: إن أهل مكة حين رأوا عمرو بن أمية على رأس الجمل يئسوا.