سلمان، فأعتقه (1) لا يمكن ان تصح بأي وجه.
ويكفي في ردها حديث كتاب المفاداة المتقدم، بالإضافة إلى النصوص الانفة الذكر. إلى جانب النصوص الأخرى، التي تدعي: أنه قد أعانه الصحابة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أدى ما عليه من مال الكتابة، وإن كان سيتضح أنها غير خالية عن المناقشة.
لماذا يكذبون؟
ولعل أهمية سلمان، وعظمته وجلالته في المسلمين، قد جعلت البعض يرغبون في أن يجعلوا للشخصيات التي يحترمونها، ويهتمون في حشد الفضائل لها، نصيبا في هذا الرجل الفذ، وفضلا لها عليه. حتى ولو كان ذلك على حساب كرامات وفضائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفسه، فإن الاغارة على بعض فضائله وكراماته (ص)، ونسبتها إلى غيره، لا تنقص من شأنه - بزعمهم - شيئا، إذ يكفيه شرفا: أنه النبي الهادي لهذه الأمة، وأنه رسول الله.
كما أن ذلك يمكن أن يكون ردة فعل على تلك الرواية التي لا يجدون دليلا ملموسا على ردها وتكذيبها، والتي تقول:
إنه أسلم في مكة، وحسن إسلامه، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) شاوره - امتحانا له - فيمن يبدأ بدعوته في مكة، فجال سلمان في أهل مكة يخبرهم، ويشيرهم، ويجتمع مع النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي طالب لهذا الغرض، ثم أشار بدعوة أبي بكر، لأنه معروف بين العرب بتعبير