9 - ولعل المقصود أيضا أبعاد سورة المائدة عن أن تكون قد نزلت في أواخر أيام حياته (صلى الله عليه وآله)، وذلك لان فيها آيتي الولاية النازلتين يوم غدير خم، الذي كان قبيل وفاته (صلى الله عليه وآله)، والآيتان هما، قوله تعالى:
* (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس) * (1).
وقوله تعالى: * (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا) * (2).
فإذا كانت سورة المائدة قد نزلت دفعة واحدة، وثبت نزول آيات في قضية رجم اليهوديين، التي يصرحون: أنها كانت في أول الهجرة، أو في السنة الرابعة.
فإن معنى ذلك هو أن الآيتين المتقدمتين لم تنزلا في مناسبة غدير خم قبيل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيتطرق الشك إلى أصل حديث الغدير.
اليهود في آيات سورة المائدة:
إننا إذا راجعنا الآيات الكريمة، الواردة في سورة المائدة، أعني قوله تعالى:
* (... يا أيها الرسول، لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر، من الذين قالوا: آمنا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ومن الذين هادوا، سماعون للكذب، سماعون لقوم آخرين، لم يأتوك. يحرفون الكلم من