عاد فرأى ما رأى (1) لو صح ذلك.
وسادسا: لماذا اختص عامر بن فهيرة بالرفع إلى السماء ودفن الملائكة له في عليين دون سائر الشهداء الكبار، الذي اهتم النبي (صلى الله عليه وآله) - ولا بد أن يكون ذلك بأمر الله - بتعظيم شأنهم وإظهار أمرهم من أمثال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب. الذي قال عنه: أما حمزة فلا بواكي له، وجعفر بن أبي طالب ذي الجناحين، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة. وغيرهم من الشهداء الذين اهتم (صلى الله عليه وآله) بإظهار فضلهم وعظيم منزلتهم، وبكى أو أمر بالبكاء عليهم.
ولماذا لم نجد النبي (صلى الله عليه وآله) يمنح عامر بن فهيرة ولو وساما متواضعا في هذا المجال فيترحم عليه مثلا، ويذكر للمسلمين بعض مقاماته في الجنة. كما تحدث عن حمزة وجعفر وغيرهما.
ولماذا لم يرفع عمار بن ياسر، ولا علي بن أبي طالب، ولا الحسين بن علي، ولا اخوه الحسن بن علي، ولا غيرهم من الشهداء حتى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)؟ إلى السماء؟
سر تعظيم عامر بن فهيرة:
ونحن وإن كنا نقدر بما لا مزيد جهاد عامر بن فهيرة. ونرى:
أنه قد فاز فوزا عظيما، وأنه من الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون إن صح أنه قد استشهد. إلا إن ما يلفت نظرنا هو هذا الاصرار على إعطاء وسام له، لا تؤيده، بل وتنافيه سائر الشواهد والدلائل التاريخية.
ولعلنا لا نبعد عن الصواب إذا بادرنا إلى القول: إنهم أرادوا: أن يمنحوه هذا الوسام، ليس حبا به، ولا تقديرا لجهاده هو، وإنما لأجل إعتقادهم: بأنه كان من موالي أبي بكر الخليفة بعد النبي الأعظم (صلى