ثابت ولا فرع نابت ثم ذكر الأزد فقال إن يستوثقوا فأذل قوم وإن يأبوا فهم كما قال الأخطل: ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت * فدل عليها صوتها حية البحر ثم ندم على ما فرط منه فقال اذكروا الله فإن ذكر الله شفاء ذكر الله خير لاشر فيه يذهب الذنب وذكر الله براءة من النفاق ثم اجتمع إلى نصر بشر كثير فوجه سلم بن أحوز إلى الكرماني في المجففة في بشر كثير فسفر الناس بين نصر والكرماني وسألوا نصرا أن يؤمنه ولا يحبسه وضمن عنه قومه ألا يخالفه فوضع يده في يد نصر فأمره بلزوم بيته ثم بلغه عن نصر شئ فخرج إلى قرية له وخرج نصر فعسكر بالقناطر فأتاه القاسم بن نجيب فكلمه فيه فآمنه وقال له ان شئت خرج لك عن خراسان وان شئت أقام في داره وكان رأى نصر إخراجه فقال له سلم إن أخرجته نوهت باسمه وذكره وقال الناس أخرجه إنه هابه فقال نصر إن الذي أتخوفه منه إذا خرج أيسر مما أتخوفه منه وهو مقيم والرجل إذا نفى عن بلده صغر أمره فأبوا عليه فكف عنه وأعطى من كان معه عشرة عشرة وأتى الكرماني نصرا فدخل سرادقه فآمنه ولحق عبد العزيز بن عبد ربه بالحارث ابن سريج وأتى نصرا عزل منصور بن جمهور وولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز في شوال سنة 126 فخطب الناس وذكر ابن جمهور وقال قد علمت أنه لم يكن من عمال العراق وقد عزله الله واستعمل الطيب بن الطيب فغضب الكرماني لابن جمهور فعاد في جمع الرجال واتخاذ السلاح وكان يحضر الجمعة في ألف وخمسمائة وأكثر وأقل فيصلى خارجا من المقصورة ثم يدخل على نصر فيسلم ولا يجلس ثم ترك إتيان نصر وأظهر الخلاف فأرسل إليه نصر مع سلم بن أحوز إني والله ما أردت بك في حبسك سوءا ولكن خفت أن تفسد أمر الناس فأتني فقال الكرماني لولا أنك في منزلي لقتلتك ولولا ما أعرف من حمقك أحسنت أدبك فارجع إلى ابن الا قطع فأبلغه ما شئت من خير وشر فرجع إلى نصر فأخبره فقال عد إليه فقال لا والله وما بي هيبة له ولكني أكره أن يسمعني فيك ما أكره فبعث إليه عصمة بن عبد الله الأسدي فقال يا أبا علي إني أخاف عليك عاقبة ما أبتدأت به
(٥٨٩)