وكسوة وبعثه إلى الوليد وكتب إليه نصر فأتى الأزرق الوليد فدفع إليه المال والكسوة فسر بذلك الوليد وألطف الأزرق وجزى نصرا خيرا وانصرف الأزرق فبلغه قبل أن يصل إلى نصر موت هشام ونصر لاعلم له بما صنع الأزرق ثم قدم عليه فأخبره فلما ولى الوليد كتب إلى الأزرق وإلى نصر وأمر رسوله أن يبتدئ بالأزرق فيدفع إليه كتابه فأتاه ليلا فدفع إليه كتابه وكتاب نصر فلم يقرأ الأزرق كتابه وأتى نصرا بالكتابين فكان في كتاب الوليد إلى نصر يأمره أن يتخذ له برابط وطنابير وأباريق ذهب وفضة وأن يجمع له كل صناجة بخراسان يقدر عليها وكل بازى وبرذون فاره ثم يسير بذلك كله بنفسه في وجوه أهل خراسان فقال رجل من باهلة كان قوم من المنجمين يخبرون نصرا بفتنة تكون فبعث نصر إلى صدقة بن وثاب وهو ببلخ وكان منجما وكان عنده وألح عليه يوسف بالقدوم فلم يزل يتباطأ فوجه يوسف رسولا وأمره بلزومه يستحثه بالقدوم أو ينادى في الناس أنه قد خلع فلما جاءه الرسول أجازه وأرضاه وتحول إلى قصره الذي هو دار الامارة اليوم فلم يأت لذلك إلا يسير حتى وقعت الفتنة فتحول نصر إلى قصره بما جان واستخلف عصمة بن عبد الله الأسدي على خراسان وولى المهلب بن إياس العدوي الخراج وولى موسى بن ورقاء الناجي الشاش وحسان من أهل صغانيان الأسدي سمرقند ومقاتل بن علي السغدي آمل وأمرهم إذا بلغهم خروجه من مرو أن يستحلبوا الترك وأن يغيروا على ما وراء النهر لينصرف إليهم بعد خروجه يعتل بذلك فبينا هو يسير يوما إلى العراق طرقه ليلا مولى لبنى ليث فلما أصبح أذن للناس وبعث إلى رسل الوليد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قد كان في مسيري ما قد علمتم وبعثي بالهدايا ما رأيتم فطرقني فلان ليلا فأخبرني أن الوليد قد قتل وأن الفتنة قد وقعت بالشام وقدم منصور بن جمهور العراق وقد هرب يوسف بن عمرو نحن في بلاد قد علمتم حالها وكثرة عدونا ثم دعا بالقادم فأحلفه أن ما جاء به لحق فحلف فقال سلم بن أحوز أصلح الله الأمير لو حلفت لكنت صادقا انه بعض مكايد قريش أرادوا تهجين طاعتك فسر ولا تهجنا قال يا سلم أنت رجل
(٥٣٤)