خرج آدم من الجنة وقد أمل القوم في الفتنة أملا لعل أنفسهم تهلك دون ما أملوا ولكل أهل بيت مشائيم يغير الله النعمة بهم فأعاذك الله من ذلك واجعلني من أمرهم على علم حفظ الله لك دينك وأخرجك مما أدخلك فيه وغلب لك نفسك على رشدك فأعظم سعيد ذلك وبعث بكتابه إلى العباس فدعا العباس يزيد فعذله وتهدده فحذره يزيد وقال يا أخي أخاف أن يكون بعض من حسدنا هذه النعمة من عدونا أراد أن يغرى بيننا وحلف له أنه لم يفعل فصدقه * حدثني أحمد قال حدثنا على قال قال ابن بشر بن الوليد بن عبد الملك دخل أبى بشر بن الوليد على عمى العباس فكلمه في خلع الوليد وبيعة يزيد فكان العباس ينهاه وأبى يراده فكنت أفرح وأقول في نفسي أرى أبى يجترئ أن يكلم عمى ويرد عليه قوله وكنت أرى أن الصواب فيما يقول أبى وكان الصواب فيما يقول عمى فقال العباس يا بنى مروان إني أظن الله قد أذن في هلاككم وتمثل قائلا إني أعيذكم بالله من فتن * مثل الجبال تسامى ثم تندفع إن البرية قد ملت سياستكم * فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم * إن الذئاب إذا ما ألحمت رتعوا لا تبقرن بأيديكم بطونكم * فثم لا حسرة تغنى ولا جزع قال فلما اجتمع ليزيد أمره وهو متبد أقبل إلى دمشق وبينه وبين دمشق أربع ليال متنكرا في سبعة نفر على حمير فنزلوا بجرود على مرحلة من دمشق فرمى يزيد بنفسه فنام وقال القوم لمولى لعباد بن زياد أما عندك طعام فنشتريه قال أما لبيع فلا ولكن عندي قراكم وما يسعكم فأتاهم بدجاج وفراخ وعسل وسمن وشواريز فطعموا ثم سار فدخل دمشق ليلا وقد بايع ليزيد أكثر أهل دمشق سرا وبايع أهل المزة غير معاوية بن مصاد الكلبي وهو سيد أهل المزة فمضى يزيد من ليلته إلى منزل معاوية بن مصاد ماشيا في نفير من أصحابه وبين دمشق وبين المزة ميل أو أكثر فأصابهم مطر شديد فأتوا منزل معاوية بن مصاد فضربوا بابه ففتح لهم فدخل فقال ليزيد الفراش أصلحك الله قال إن في رجلي طينا وأكره (35 - 5)
(٥٤٥)