بقية سنة 121 فحاصروه في قلعة من قلاعها فغفل عنهم المسلمون فخرجوا على دوابهم فاستاقوها وأسروا ناسا من المسلمين فوجه إليهم نصر رجالا من بنى تميم ومعهم محمد ابن المثنى وكان فارسا فكايدهم المسلمون فأهملوا دوابهم وكمنوا لهم فخرجوا فاستاقوا بعضها وخرج عليهم المسلمون فهزموهم وقتلوا الدهقان وأسروا منهم أسراء وحمل ابن الدهقان المقتول على ابن المثنى فختله محمد بن المثنى فأسره وهو غلام أمر دفأتى به نصرا فضرب عنقه وكان نصر بعث سليمان بن صول إلى صاحب فرغانة بكتاب الصلح بينهما قال سليمان فقدمت عليه فقال لي من أنت قلت شاكري خليفة كاتب الأمير قال فقال ادخلوه الخزائن ليرى ما أعددنا فقيل له قم قال قلت ليس بي مشى قال قدموا له دابة يركبها قال فدخلت خزائنه فقلت في نفسي يا سليمان شمت بك إسرائيل وبشر بن عبيد ليس هذا إلا لكراهة الصلح وسأنصرف بخفى حنين قال فرجعت إليه فقال كيف رأيت الطريق فيما بيننا وبينكم قلت سهلا كثير الماء والمرعى فكره ما قلت له فقال ما علمك فقلت قد غزوت غرشستان وغور والختل وطبرستان فكيف لا أعلم قال فكيف رأيت ما أعددنا قلت رأيت عدة حسنة ولكن أما علمت أن صاحب الحصار لا يسلم من خصال قال وما هن قلت لا يأمن أقرب الناس إليه وأحبهم إليه وأوثقهم في نفسه أن يثب به يطلب مرتبته ويتقرب بذلك أو يفنى ما قد جمع فيسلم برمته أو يصيبه داء فيموت فقطب وكره ما قلت له وقال نصرف إلى منزلك فانصرفت فأقمت يومين وأنا لا أشك في تركه الصلح فدعاني فحملت كتاب الصلح مع غلامي وقلت له إن أتاك رسولي يطلب الكتاب فانصرف إلى المنزل ولا تظهر الكتاب وقل لي إني خلفت الكتاب في المنزل فدخلت عليه فسألني عن الكتاب فقلت خلفته في المنزل فقال ابعث من يجيئك به فقبل الصلح وأحسن جائزتي وسرح معي أمه وكانت صاحبة أمره قال فقدمت على نصر فلما نظر إلى قال ما مثلك إلا كما قال الأول * فأرسل حكيما ولا توصه * فأخبرته فقال وفقت وأذن لامه عليه وجعل يكلمها والترجمان يعبر عنها فدخل تميم بن نصر فقال للترجمان قل لها تعرفين
(٤٩٦)