الكلام وطلع أهل الشأم فلما رأوهم دخلوا زقاقا فمضوا فيه وتخلف رجل منهم فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم خرج إليهم فقاتلهم ساعة ثم إنهم صرعوه فجعلوا يضربونه بأسيافهم فنادى رجل منهم فارس مقنع بالحديد أن اكشفوا المغفر ثم اضربوا رأسه بعمود حديد ففعلوا وقتل وحمل أصحابه عليهم فكشفوهم عنه وقد قتل وانصرف أهل الشأم وقد اقتطعوا رجلا ونجا سائرهم فذهب ذلك الرجل حتى دخل دار عبد الله بن عوف فدخل أهل الشأم عليه فأسروه فذهب به إلى يوسف بن عمر فقتله قال وأقبل زيد بن علي وقد رأى خذلان الناس إياه فقال يا نصر بن خزيمة أتخاف أن يكونوا قد جعلوها حسينية فقال له جعلني الله لك الفداء أما أنا فوالله لأضربن معك بسيفي هذا حتى أموت فكان قتاله يومئذ بالكوفة ثم إن نصر بن خزيمة قال لزيد بن علي جعلني الله لك الفداء إن الناس في المسجد الأعظم محصورون فامض بنا نحوهم فخرج بهم زيد نحو المسجد فمر على دار خالد ابن عرفطة وبلغ عبيد الله بن العباس الكندي إقباله فخرج في أهل الشأم وأقبل زيد فالتقوا على باب عمر بن سعد بن أبي وقاص فكع صاحب لواء عبيد الله وكان لواؤه مع سلمان مولاه فلما أراد عبيد الله الحملة ورآه قد كع عنه قال احمل يا ابن الخبيثة فحمل عليهم فلم ينصرف حتى خضب لواؤه بالدم ثم إن عبيد الله برز فخرج إليه واصل الحناط فاضطربا بسيفيهما فقال للأحول خذها منى وأنا الغلام الحناط وقال الآخر قطع الله يدي ان كلت بقفيز أبدا ثم ضربه فلم يصنع شيئا وانهزم عبيد الله بن العباس وأصحابه حتى انتهوا إلى دار عمرو من حريث وجاء زيد وأصحابه حتى انتهوا إلى باب الفيل فجعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ويقولون يا أهل المسجد اخرجوا وجعل نصر بن خزيمة يناديهم ويقول يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز اخرجوا إلى الدين والدنيا فإنكم لستم في دين ولا دنيا فأشرف عليهم أهل الشأم فجعلوا يرمونهم بالحجارة من فوق المسجد وكان يومئذ جمع كبير بالكوفة في نواحيها وقيل في جبانة سالم وانصرف الريان بن سلمة إلى الحيرة عند المساء وانصرف زيد بن علي فيمن معه وخرج
(٥٠١)