ابن عمر يحوله عن المسلم إلى المشرك قال فما كانت الجمعة الثانية حتى أتاه ثلاثون ألف مسلم كانوا يؤدون الجزية عن رؤسهم وثمانون ألف رجل من المشركين قد ألقيت عنهم جزيتهم فحول ذلك عليهم وألقاه عن المسلمين ثم صنف الخراج حتى وضعه مواضعه ثم وظف الوظيفة التي جرى عليها الصلح قال فكانت مرو يؤخذ منها مائة ألف سوى الخراج أيام بنى أمية ثم غزا الثانية إلى ورغسر وسمرقند ثم قفل ثم غزا الثانية إلى الشاش من مرو فحال بينه وبين قطوع النهر نهر الشاش كورصول في خمسة عشر ألفا استأجر كل رجل منهم في كل شهر بشقة حرير والشقة يومئذ بخمسة وعشرين درهما فكانت بينهم مراماة فمنع نصر من القطوع إلى الشاش وكان الحارث بن سريج يومئذ بأرض الترك فأقبل معهم فكان بإزاء نصر فرمى نصرا وهو على سريره على شاطئ النهر بحسبان فوقع السهم في شدق وصيف لنصر يوضئه فتحول نصر عن سريره ورمى فرسا لرجل من أهل الشأم فنفق وعبر كورصول في أربعين رجلا فبيت أهل العسكر وساق شاء لأهل بخارى وكانوا في الساقة وأطاف بالعسكر في ليلة مظلمة ومع نصر أهل بخارى وسمرقند وكس وأشر وسنة وهم عشرون ألفا فنادى نصر في الأخماس ألا لا يخرجن أحد من بنائه واثبتوا على مواضعكم فخرج عاصم بن عمير وهو على جند أهل سمرقند حتى مرت خيل كورصول وقد كانت الترك صاحت صيحة فظن أهل العسكر أن الترك قد قطعوا كلهم فلما مرت خيل كورصول على ذلك حمل على آخرهم فأسر رجلا فإذا هو ملك من ملوكهم صاحب أربعة آلاف قبة فجاؤوا به إلى نصر فإذا هو شيخ يسحب درعه شبرا وعليه رآنا ديباج فيهما حلق وقباء فرند مكفف بالديباج فقال له نصر من أنت قال كورصول فقال نصر الحمد لله الذي أمكن منك يا عدو الله قال فما ترجو من قتل شيخ وأنا أعطيك ألف بعير من ابل الترك وألف برذون تقوى بها جندك وخل سبيلي فقال نصر لمن حوله من أهل الشأم وأهل خراسان ما تقولون فقالوا خل سبيله فسأله عن سنه قال لا أدرى قال كم غزوت قال اثنتين وسبعين غزوة قال أشهدت يوم العطش قال نعم قال لو أعطيتني ما طلعت عليه
(٤٩٣)