سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وذكر محمد بن عمر أن عبد الجبار ابن عمارة حدثه عن أبي بكر بن حزم أنه قال لما قدم عبد الرحمن بن الضحاك المدينة وعزلني دخلت عليه فسلمت فلم يقبل على فقلت هذا شئ لا تملكه قريش الأنصار فرجعت إلى منزلي وخفته وكان شابا مقداما فإذا هو يبلغني عنه أنه يقول ما يمنع ابن حزم أن يأتيني إلا الكبر وإني لعالم بخيانته فجاءني ما كنت أحذر وما أستيقن من كلامه فقلت للذي جاءني بهذا قل له ما الخيانة لي بعادة وما أحب أهلها والأمير يحدث نفسه بالخلود في سلطانه كم نزل هذه الدار من أمير وخليفة قبل الأمير فخرجوا منها وبقيت آثارهم أحاديث إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فاتق الله ولا تسمع قول ظالم أو حاسد على نعمة فلم يزل الامر يترقى بينهما حتى خاصم إليه رجل من بنى فهر وآخر من بنى النجار وكان أبو بكر قضى للنجاري على الفهري في أرض كانت بينهما نصفين فدفع أبو بكر الأرض إلى النجاري فأرسل الفهري إلى النجاري وإلى أبى بكر بن حزم فأحضرهما ابن الضحاك فتظلم الفهري من أبى بكر بن حزم وقال أخرج مالي من يدي فدفعه إلى هذا النجاري فقال أبو بكر اللهم غفرا أما رأيتني سألت أياما في أمرك وأمر صاحبك فاجتمع لي على إخراجها من يدك وأرسلتك إلى من أفتاني بذلك سعيد بن المسيب وأبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فسألتهما فقال الفهري بلى وليس يلزمني قولهما فانكسر ابن الضحاك فقال قوموا فقاموا فقال للفهري تقر له أنك سألت من أفتاه بهذا ثم تقول ردها على أنت أرعن اذهب فلا حق لك فكان أبو بكر يتقيه ويخافه حتى كلم ابن حيان يزيد أن يقيده من أبى بكر فإنه ضربه حدين فقال يزيد لا أفعل رجل اصطنعه أهل بيتي ولكني أوليك المدينة قال لا أريد ذلك لو ضربته بسلطاني لم يكن لي قودا فكتب يزيد إلى عبد الرحمن بن الضحاك كتابا أما بعد فانظر فيما ضرب ابن حزم ابن حيان فإن كان ضربه في أمر بين فلا تلتفت إليه وإن كان ضربه في أمر يختلف فيه فلا تلتفت إليه فإن كان ضربه في أمر غير ذلك فأقده منه فقدم بالكتاب على
(٣٢٥)