يا عين أذرى دموعا منك تسجاما * وأبكى صحابة بسطام وبسطاما فلن ترى أبدا ما عشت مثلهم * أتقى وأكمل في الأحلام أحلاما بسيهم قد تأسوا عند شدتهم * ولم يريدوا عن الأعداء إحجاما حتى مضوا للذي كانوا له خرجوا * فأورثونا منارات وأعلاما إني لا علم أن قد أنزلوا غرفا * من الجنان ونالوا ثم خداما أسقى الاله بلادا كان مصرعهم * فيها سحابا من الوسمى سجاما (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة لحق يزيد بن المهلب بالبصرة فغلب عليها وأخذ عامل يزيد بن عبد الملك عليها عدى بن أرطاة الفزاري فحبسه وخلع يزيد ابن عبد الملك ذكر الخبر عن سبب خلعه يزيد بن عبد الملك وما كان من أمره وأمر يزيد في هذه السنة قد مضى ذكرى خبر هرب يزيد بن المهلب من محبسه الذي كان عمر بن عبد العزيز حبسه فيه ونذكر الان ما كان من صنيعه بعد هربه في هذه السنة أعنى سنة 101 ولما مات عمر بن عبد العزيز بويع يزيد بن عبد الملك في اليوم الذي مات فيه عمر وبلغه هرب يزيد بن المهلب فكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن يأمره أن يطلبه ويستقبله وكتب إلى عدى بن ارطاة يعلمه هربه ويأمره أن يتهيأ لاستقباله وأن يأخذ من كان بالبصرة من أهل بيته (فذكر هشام بن محمد) عن أبي مخنف أن عدى بن أرطاة أخذهم وحبسهم وفيهم المفضل وحبيب ومروان بنو المهلب وأقبل يزيد بن المهلب حتى مر بسعيد بن عبد الملك بن مروان فقال يزيد لأصحابه ألا نعرض لهذا فنأخذه فنذهب به معنا فقال أصحابه لابل امض بنا ودعه وأقبل يسير حتى ارتفع فوق القطقطانة وبعث عبد الحميد بن عبد الرحمن هشام بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزيز بن أبي قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي في ناس من أهل الكوفة من الشرط ووجوه الناس وأهل القوة فقال له انطلق حتى تستقبله فإنه اليوم يمر
(٣٢٨)