أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي فأستغفر الله وأتوب إليه وما منكم من أحد تبلغنا عنه حاجة إلا أحببت أن أسد من حاجته ما قدرت عليه وما منكم أحد يسعه ما عندنا إلا وددت أنه ساواني ولحمتي حتى يكون عيشنا وعيشه سواء وأيم الله أن لو أردت غير هذا من الغضارة والعيش لكان اللسان منى به ذلولا عالما بأسبابه ولكنه مضى من الله كتاب ناطق وسنة عادلة يدل فيها على طاعته وينهى عن معصيته ثم رفع طرف ردائه فبكى حتى شهق وأبكى الناس حوله ثم نزل فكانت إياها لم يخطب بعدها حتى مات رحمه الله (روى خلف بن تميم) قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعد قال بلغني أن عمر بن عبد العزيز مات ابن له فكتب عامل له يعزيه عن ابنه فقال لكاتبه أجبه عنى قال فأخذ الكاتب يبرى القلم قال فقال للكاتب أدق القلم فإنه أبقى للقرطاس وأوجز للحروف واكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن هذا الامر أمر قد كنا وطنا أنفسنا عليه فلما نزل لم نذكره والسلام روى منصور ابن مزاحم قال حدثنا شعيب يعنى ابن صفوان عن ابن عبد الحميد قال قال عمر بن عبد العزيز من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه فاتقوا الله فإنها نصيحة لكم في دينكم فاقبلوها وموعظة منجية في العواقب فالزموها الرزق مقسوم فلن يغدر المؤمن ما قسم له فأجملوا في الطلب فان في القنوع سعة وبلغة وكفافا إن أجل الدنيا في أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما مضى فكأن لم يكن وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالات الميت وهو يسوق وبعد فراغه وقد ذاق الموت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحمه الله وعاينتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه ووجهه مفقود وذكره منسى وبابه مهجور وكأن لم يخالط إخوان الحفاظ ولم يعمر الديار فاتقوا هول يوم لا تحقر فيه مثقال ذرة في الموازين * روى سهل بن محمود قال حدثنا حرملة ابن عبد العزيز قال حدثني أبي عن ابن لعمر بن عبد العزيز قال أمرنا عمر أن نشترى موضع قبره فاشتريناه من الراهب قال فقال بعض الشعراء أقول لما نعى الناعون لي عمرا * لا يبعدن قوام العدل والدين
(٣٢٣)