فقال أبو ثعلبة أيوب بن خولي يرثيهم تركنا تميما في الغبار ملحبا * تبكى عليه عرسه وقرائبه وقد أسلمت قيس تميما ومالكا * كما أسلم الشحاج أمس أقاربه وأقبل من حران يحمل راية * يغالب أمر الله والله غالبه فيأهدب للهيجا ويا هدب للندى * ويا هدب للخصم الألد يحاربه ويا هدب من كم من ملحم قد أجبته * وقد أسلمته للرماح جوالبه وكان أبو شيبان خير مقاتل * يرجى ويخشى بأسه من يحاربه ففاز ولاقى الله بالخير كله * وخذمه بالسيف في الله ضاربه تزود من دنياه درعا ومغفرا وعضبا حساما لم تخنه مضاربه وأجرد محبوك السراة كأنه * إذا انقض وافى الريش حجن مخالبه فلما دخل مسلمة الكوفة شكا إليه أهلها مكان شوذب وخوفهم منه وما قد قتل منهم فدعا مسلمة سعيد بن عمرو الحرشي وكان فارسا فعقد له على عشرة آلاف ووجهه إليه وهو مقيم بموضعه فأتاه مالا طاقة له به فقال شوذب لأصحابه من كان يريد الله فقد جاءته الشهادة ومن كان إنما خرج للدنيا فقد ذهبت الدنيا وإنما البقاء في الدار الآخرة فكسروا أغماد السيوف وحملوا فكشفوا سعيدا وأصحابه مرارا حتى خاف الفضيحة فذمر أصحابه وقال لهم أمن هذه الشرذمة لا أبالكم تفرون يا أهل الشأم يوما كأيامكم قال فحملوا عليهم فطحنهم طحنا لم يبقوا منهم أحدا وقتلوا بسطاما وهو شوذب وفرسانه منهم الريان بن عبد الله اليشكري وكان من المحثين فقال أخوه شمر بن عبد الله يرثيه ولقد فجعت بسادة وفوارس * للحرب سعر من بنى شيبان إعتاقهم ريب الزمان فغالهم * وتركت فردا غير ذي إخوان كمد تجلجل في فؤادي حسرة * كالنار من وجد على الريان وفوارس باعوا الاله نفوسهم * من يشكر عند الوغا فرسان وقال حسان بن جعدة يرثيهم
(٣٢٧)