ذلك ولا رأيتموه منذ ولدتم إلا هذه الأيام من إمارة عمر بن عبد العزيز فقال الحسن سبحان الله وهذا النضر بن أنس قد شهد أيضا (قال هشام) قال أبو مخنف وحدثني المثنى بن عبد الله أن الحسن البصري مر على الناس وقد اصطفوا صفين وقد نصبوا الرايات والرماح وهم ينتظرون خروج يزيد وهم يقولون يدعونا يزيد إلى سنة العمرين فقال الحسن إنما كان يزيد بالأمس يضرب أعناق هؤلاء الذين ترون ثم يسرح بها إلى بنى مروان يريد بهلاك هؤلاء رضاهم فلما غضب غضبة نصب قصبا ثم وضع عليها خرقا ثم قال إني قد خالفتهم فخالفوهم قال هؤلاء نعم وقال إني أدعوكم إلى سنة العمرين وإن من سنة العمرين أن يوضع قيد في رجله ثم يرد إلى محبس عمر الذي فيه حبسه فقال له ناس من أصحابه ممن سمع قوله والله لكأنك يا أبا سعيد راض عن أهل الشأم فقال أنا راض عن أهل الشأم قبحهم الله وبرحهم أليس هم الذين أحلوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلون أهله ثلاثة أيام وثلاث ليال قد أباحوهم لا نباطهم وأقباطهم يحملون الحرائر ذوات الدين لا يتناهون عن انتهاك حرمة ثم خرجوا إلى بيت الله الحرام فهدموا الكعبة وأوقدوا النيران بين أحجارها وأستارها عليهم لعنة الله وسوء الدار قال ثم إن يزيد خرج من البصرة واستعمل عليها مروان بن المهلب وخرج معه بالسلاح وبيت المال فأقبل حتى نزل واسط وقد استشار أصحابه حين توجه نحو واسط فقال هاتوا الرأي فإن أهل الشأم قد نهضوا إليكم فقال له حبيب وقد أشار إليه غير حبيب أيضا فقالوا نرى أن تخرج وتنزل بفارس فتأخذ بالشعاب وبالعقاب وتدنو من خراسان وتطاول القوم فان أهل الجبال ينفضون إليك وفى يدك القلاع والحصون فقال ليس هذا برأي ليس يوافقني هذا إنما تريدون أن تجعلوني طائرا على رأس جبل فقال له حبيب فان الرأي الذي كان ينبغي أن يكون في أول الأمر قد فات قد أمرتك حيث ظهرت على البصرة أن توجه خيلا عليها أهل بيتك حتى ترد الكوفة فإنما هو عبد الحميد ابن عبد الرحمن مررت به في سبعين رجلا فعجز عنك فهو عن خيلك أعجز في العدة فنسبق إليها أهل الشأم وعظماء أهلها يرون رأيك وأن تلى عليهم أحب إلى جلهم من أن يلي عليهم أهل الشأم فلم تطعني وأنا أشير الان برأي
(٣٣٦)