بجانب العذيب فمشى هشام قليلا ثم رجع إلى عبد الحميد فقال آجيئك به أسيرا أم آتيك برأسه فقال أي ذلك ما شئت فكان يعجب لقوله ذلك من سمعه وجاء هشام حتى نزل العذيب ومر يزيد منهم غير بعيد فاتقوا الاقدام عليه ومضى يزيد نحو البصرة ففيه يقول الشاعر وسار ابن المهلب لم يعرج * وعرس ذو القطيفة من كنانه وياسر والتياسر كان حزما * ولم يقرب قصور القطقطانه ذو القطيفة هو محمد بن عمرو وأبو قطيفة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو أبو قطيفة وإنما سمى ذا القطيفة لأنه كان كثير شعر اللحية والوجه والصدر ومحمد يقال له ذو الشامة فلما جاء يزيد بن المهلب انصرف هشام بن مساحق إلى عبد الحميد ومضى يزيد إلى البصرة وقد جمع عدى بن أرطاة إليه أهل البصرة وخندق عليها وبعث على خيل البصرة المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفي وكان عدى بن أرطاة رجلا من بنى فزارة وقال عبد الملك بن المهلب لعدى بن أرطاة خذ ابني حميدا فاحبسه مكاني وأنا أضمن لك أن أرد يزيد عن البصرة حتى يأتي فارس ويطلب لنفسه الأمان ولا يقربك فأبى عليه وجاء يزيد ومعه أصحابه الذين أقبل فيهم والبصرة محفوفة بالرجال وقد جمع محمد بن المهلب ولم يكن ممن حبس رجالا وفتية من أهل بيته وناسا من مواليه فخرج حتى استقبله فأقبل في كتيبة يهول من رآها وقد دعا عدى أهل البصرة فبعث على كل خمس من أخماسها رجلا فبعث على خمس الأزد المغيرة بن زياد بن عمرو العتكي وبعث على خمس بنى تميم محرز بن حمران السعدي من بنى منقر وعلى خمس بكر بن وائل عمران بن عامر بن مسمع من بنى قيس بن ثعلبة فقال أبو منقر رجل من قيس ابن ثعلبة إن الراية لا تصلح إلا في بنى مالك بن مسمع فدعا عدى نوح بن شيبان بن مالك بن مسمع فعقد له على بكر بن وائل ودعا مالك بن المنذر بن الجارود فعقد له على عبد القيس ودعا عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر القرشي فعقد له على أهل العالية والعالية قريش وكنانة والأزد وبجيلة
(٣٢٩)