هلكوا فيه وبعث يزيد بن عبد الملك رجالا من أهل الشأم إلى الكوفة يسكنونهم ويثنون عليهم بطاعتهم ويمنونهم الزيادات منهم القطامي بن الحصين وهو أبو الشرقي واسم الشرقي الوليد وقد قال القطامي حين بلغه ما كان من يزيد بن المهلب لعل عيني أن ترى يزيدا * يقود جيشا جحفلا شديدا تسمع للأرض به وئيدا * لا برما هدا ولا حسودا ولا جبانا في الوغى عديدا * ترى ذوي التاج له سجودا مكفرين خاشعين قودا * وآخرين رحبوا وفودا لا ينقض العهد ولا المعهودا * من نفر كانوا هجانا صيدا ترى لهم في كل يوم عيدا * من الأعادي جزرا مقصودا ثم إن القطامي سار بعد ذلك إلى العقر حتى شهد قتال يزيد بن المهلب مع مسلمة بن عبد الملك فقال يزيد بن المهلب ما أبعد شعر القطامي من فعله ثم إن يزيد بن عبد الملك بعث العباس بن الوليد في أربعة آلاف فارس جريدة خيل حتى وافوا الحيرة يبادر إليها يزيد بن المهلب ثم أقبل بعد ذلك مسلمة ابن عبد الملك وجنود أهل الشأم وأخذ على الجزيرة وعلى شاطئ الفرات فاستوثق أهل البصرة ليزيد بن المهلب وبعث عماله على الأهواز وفارس وكرمان عليها الجراح بن عبد الله الحكمي حتى انصرف إلى عمر بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن نعيم الأزدي فكان على الصلاة واستخلف يزيد بن عبد الملك عبد الرحمن القشيري على الخراج وجاء مدرك بن المهلب حتى انتهى إلى رأس المفازة فدس عبد الرحمن بن نعيم إلى بنى تميم أن هذا مدرك بن المهلب يريد أن يلقى بينكم الحرب وأنتم في بلاد عافية وطاعة وعلى جماعة فخرجوا ليلا يستقبلونه وبلغ ذلك الأزد فخرج منهم نحو من ألفى فارس حتى لحقوهم قبل أن ينتهوا إلى رأس المفازة فقالوا لهم ما جاء بكم وما أخرجكم إلى هذا المكان فاعتلوا عليهم بأشياء ولم يقروا لهم أنهم خرجوا ليتلفوا مدرك بن المهلب فكان لهم الآخرون بل قد علمنا أن تخرجوا لتلقى صاحبنا وها هو ذا قريب فما شئتم ثم انطلقت الأزد حتى
(٣٣٤)