غداة الثلاثاء لليلة مضت من شهر بيع الأول سنة 83 وهزمنا يوم الأربعاء لا ربع عشرة مضت من جمادى الآخرة عند امتداد الضحى ومتوع النهار وما كنا قط أجرأ عليهم ولاهم أهون علينا منهم في ذلك اليوم قال خرجنا إليهم وخرجوا إلينا يوم الأربعاء لأربع عشرة مضت من جمادى الآخرة فقاتلناهم عامة النهار أحسن قتال قاتلناهموه قط ونحن آمنون من الهزيمة عالون للقوم إذ خرج سفيان بن الأبرد الكلبي في الخيل من قبل ميمنة أصحابه حتى دنا من الأبرد بن قرة التميمي وهو على ميسرة عبد الرحمن بن محمد فوالله ما قاتله كبير قتال حتى انهزم فأنكرها الناس منه وكان شجاعا ولم يكن الفرار له بعادة فظن الناس أنه قد كان أو من وصولح على أن ينهزم بالناس فلما فعلها تقوضت الصفوف من نحوه وركب الناس وجوههم وأخذوا في كل وجه وصعد عبد الرحمن بن محمد المنبر فأخذ ينادى الناس عباد الله إلى أنا ابن محمد فأتاه عبد الله بن رزام الحارثي فوقف تحت منبره وجاء عبد الله بن ذؤاب السلمي في خيل له فوقف منه قريبا وثبت حتى دنا منه أهل الشأم فأخذت نبلهم تحوزه فقال يا ابن رزام احمل على هذه الرجال والخيل فحمل عليهم حتى أمعنوا ثم جاءت خيل لهم أخرى ورجالة فقال احمل عليهم يا ابن ذؤاب فحمل عليهم حتى أمعنوا وثبت لا يبرح منبره ودخل أهل الشأم العسكر فكبروا فصعد إليه عبد الله بن يزيد بن المغفل الأزدي وكانت مليكة ابنة أخيه امرأة عبد الرحمن فقال انزل فانى أخاف عليك ان لم تنزل أن تؤسر ولعلك إن انصرفت أن تجمع لهم جمعا يهلكهم الله به بعد اليوم فنزل وخلى أهل العراق العسكر وانهزموا لا يلوون على شئ ومضى عبد الرحمن بن محمد مع ابن جعدة ابن هبيرة ومعه أناس من أهل بيته حتى إذا حاذوا قرية بنى جعدة بالفلوجة دعوا بمعبر فعبروا فيه فانتهى إليهم بسطام بن مصقلة فقال هل في السفينة عبد الرحمن ابن محمد فلم يكلموه وظن أنه فيهم فقال لا وألت نفس عليها تحاذر ضرم قيس على البلا * د حتى إذ اضطرمت أجذما ثم جاء حتى انتهى إلى بيته وعليه السلاح وهو على فرسه لم ينزل عنه فخرجت
(١٦٨)