والثانية: أن أفضل الحكماء الإسلاميين [العلامة الشيرازي أنه كان من التناسخية، وزعم جماعة من الفضلاء منهم الفاضل البرجندي: أن كتاب إخوان الصفا ألفه جماعة، ذكر ذلك في شرح التذكرة ووجده نسق الكلام في كل رسائله،
____________________
والامتياز والرغبة في ذلك، لأن كونه مع أضيافه حال اجتماعهم يقتضي في مقام الكمال أن يكون مقامه معهم بمنزلة الخادم لهم ولا يرى لنفسه الفضل عليهم في شيء، ويكون موافقا لهم مطيعا. فكان ينبغي أن يعتبر من ذلك ويرى أن هذه الحالة التي يعتقدها مزية وإلهاما وهي مخالفته لأجلة العلماء في هذا الزمان الطويل والكلام عليهم وإظهار المزية والرفعة عليهم، وإنهم ليس لهم نسبة إليه في العلوم والمعارف والمنزلة عند الله والأئمة (عليهم السلام) نظير ما رآه من قباحة الترفع على أضيافه والانفراد عنهم بما يقتضي المزية عليهم وعدم مساواته لهم، ويعرف أن الخطأ للمنفرد أقرب منه للجماعة، فكان ينبغي أن يكون هذا المنام سببا لتيقظه عن غفلته ورجوعه عن اعتقاده.
وعلى كل حال المنامات المتضمنة لاعتقاد رآها في نفسه الكمال لا يكون إلا من الشيطان، لأ نه إذا وجد مدخلا سهلا للإغراء بالخطأ وتزيينه لصاحبه بحلية الصواب يرغب في إغرائه ويريه مخايل تؤكد له ما عنده والإصرار عليه.
وعلى كل حال المنامات المتضمنة لاعتقاد رآها في نفسه الكمال لا يكون إلا من الشيطان، لأ نه إذا وجد مدخلا سهلا للإغراء بالخطأ وتزيينه لصاحبه بحلية الصواب يرغب في إغرائه ويريه مخايل تؤكد له ما عنده والإصرار عليه.