احفظها فإن لك في حفظها منافع، وأمره بأن يقول لي: بقي شيء آخر نقوله لك في مكة المعظمة إن شاء الله تعالى بعد أن قدمت مكة المشرفة - زادها الله شرفا وتعظيما - وجاورت بها.
ذكر رجل ثقة عالم صدوق في أثناء مجاورتي بها أنه رأى في المنام: أن الإمام (عليه السلام) أمرني بأن أكتب في مكة المعظمة بخطي أحاديث كتاب الكافي. ثم رأيت أنا في المنام في حرم الله والمدينة المنورة ما كان متضمنا لأمرين: أحدهما أن ربي أعطاني بيتا رفيعا في الجنة فسكنته، والآخر أني رأيت بستانا فيه أشجار الورد وبينها شجرة أرفع من الباقي لها أصل متين، فإذا أنا بهاتف يقول: " هذه الشجرة أنت والباقي الفضلاء المجتهدون " وكانوا كلهم حاضرين في ذلك البستان وكانوا كلهم أضيافي.
وقد رأيت في صغر سني في المنام: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمرني بقراءة سورة الفاتحة عليه، فقرأت كلها عليه.
وقد رأيت أن الإمام الثامن الضامن - صلوات الله عليه - كتب ثلاثة أسطر لي فوق درسي (1).
والمقصود من رواية تلك المنامات أن هذا التأليف الشريف إنما هو بتأييد الملك العلام وإعانة أهل الذكر (عليهم السلام) *.
____________________
* إن الاعتقاد في النفس وتخيل المزية عليها على الغير في التقوى والكمال والعبادة وغير ذلك من أقبح الحالات المذمومة في العقل والشرع، ولهذا ورد في الحديث ما معناه: إن الإنسان لو اعتقد أن له مزية على غيره في العبادة والمداومة عليها وأ نه يستحق بذلك حالة عند الله ورتبة لا يستحقها غيره بتقصيره لم يوفق لتحصيل ما وفقت له، لأ نه ليس لها أهلا. وبضده رجل