حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال، قال لي: اكتب، فأملى علي: إن من قولنا: إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولا وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهى، أمر فيه بالصلاة والصوم فنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الصلاة، فقال: أنا أنيمك وأنا أوقظك فاذهب وصل ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا نام عنها هلك؛ وكذلك الصيام أنا أمرضك وأنا أصححك فإذا شفيتك فاقضه. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة وله فيه المشيئة، ولا أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا. ثم قال:
إن الله يهدي ويضل. وقال: وما أمروا إلا بدون سعتهم، وفي كل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن أكثر الناس لا خير فيهم. ثم قال: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) فوضع عنهم (ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم...) الآية (2) فوضع عنهم لأ نهم لا يجدون (3) *.
____________________
* قال المصنف قوله (عليه السلام): " إن من قولنا... الخ " قصده (عليه السلام) أن الله تعالى وسع على الناس في أوامره ونواهيه وكلفهم دون طاقتهم، فبطل ما قالته المعتزلة والأشاعرة: من أن الله تعالى كلفهم بالنظر والفكر في تحصيل معرفة الله ومعرفة الرسول (صلى الله عليه وآله) (4).
أقول: لا منافاة بين الحديث وبين ما نقله عن المعتزلة والأشاعرة - وهو المعروف أيضا من اتفاق علماء مذهب الشيعة - وذلك لأن الله سبحانه خلق للعبد مواد المعرفة وهيأها له، فلم تبق له حجة في التقصير عن تحصيلها حيث صارت في مقدوره، وبهذا المعنى صح استناد ذلك
أقول: لا منافاة بين الحديث وبين ما نقله عن المعتزلة والأشاعرة - وهو المعروف أيضا من اتفاق علماء مذهب الشيعة - وذلك لأن الله سبحانه خلق للعبد مواد المعرفة وهيأها له، فلم تبق له حجة في التقصير عن تحصيلها حيث صارت في مقدوره، وبهذا المعنى صح استناد ذلك