وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي - في احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير على تفسير كتاب الله والداعي إليه - ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم (٢) والصفقة لكم (٣) بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده. يا معاشر الناس! تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتبعوا متشابهه، فوالله! لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده (٤).
ومن كلامه (عليه السلام) المنقول في نهج البلاغة: واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك (٥) من الخطوب ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال سبحانه لقوم أحب إرشادهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول﴾ (6) فالرد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه، والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة (7).
وفي كتاب المحاسن - في باب المقائيس والرأي - عنه، عن أبيه، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن الطيار قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
تخاصم الناس؟ قلت: نعم، قال: ولا يسألونك عن شيء إلا قلت فيه شيئا؟ قلت:
نعم، قال: فأين باب الرد إذا؟ (8).
أقول: في هذه الرواية وأشباهها تصريح بتعذر المجتهد المطلق *.
____________________
* إن هذه الرواية - مع عدم التعرض لردها ورد أكثر ما يورده بالضعف - مفهومها: أن الراوي كان جوابه لخصمه على قدر ما يخطر بباله خطاء أو صوابا من غير رجوع فيه إلى أصل