ومن جملتها أنه - بعد أن نقل حديثا في باب الوصي يمنع الوارث - قال: ما وجدت هذا الحديث إلا في كتاب محمد بن يعقوب الكليني (2) وما رويته إلا من طريقه، حدثني به غير واحد منهم محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه) عن محمد ابن يعقوب (3) انتهى كلامه أعلى الله مقامه.
لأ نا نجيب عن الأول بأنه ليس قوله: " ولو صح الخبران " صريحا في عدم صحة الخبر الذي في الكافي، لاحتمال أن يكون قصده الإشارة إلى القاعدة الكلية المذكورة في كلامهم (عليهم السلام) في باب الخبرين المتعارضين، فإن تلك العبارة مذكورة هناك ولاحتمال أن يكون قصده نفي تساويهما في الصحة، فإن من المعلوم أن خط المعصوم أصح من النقل بوسائط، وبعد التنزل عن المقامين نقول: ربما يكون محمد ابن بابويه عند تكلمه بهذا الكلام غافلا عما ذكره محمد بن يعقوب في أوائل كتابه. *
____________________
* لا يخفى ما في جواب الشهيد الثاني (رحمه الله) وجواب المصنف.
أما الأول: فلأنه مترتب على القطع بصحة خبر الكافي، وحصول التنافي والتضاد بين كلام الإمامين لا يجوز في العقل في غير التقية، على أن إثبات أحاديث التقية في الأصول التي يدعي المصنف تدوينها وعرضها بأمرهم (عليهم السلام) في نهاية البعد، لأن احتمال التقية لو أمكن في بعض الموارد لا يكون غالبا إلا عند جواب الإمام (عليه السلام) حتى يبعد من الإمام (عليه السلام) عدم تنبيه السامع من أصحابه عليه لئلا يلزم إغراؤه بالجهل، لأ نه يحكم بصحة مضمون ما سمعه ويعمل به، وأما تدوين حديث التقية من أصحاب الأئمه الموثوق بهم في أصولهم فأي ضرورة داعية إليه؟ ولم ينتهوا عليه، لأن تلك الأصول مصونة ومحفوظة عن ظهورها لغير أهلها، فكيف يجوز لهم إثبات غير دين الأئمة فيها من غير إشارة إلى ذلك، ويعلمون أن من بعدهم لا يفرقون بين أحاديثها ويأخذون الجميع على ظواهرها، والمقصد والباعث على جمع الحديث وتدوينه ليتم دين الأئمة (عليهم السلام)
أما الأول: فلأنه مترتب على القطع بصحة خبر الكافي، وحصول التنافي والتضاد بين كلام الإمامين لا يجوز في العقل في غير التقية، على أن إثبات أحاديث التقية في الأصول التي يدعي المصنف تدوينها وعرضها بأمرهم (عليهم السلام) في نهاية البعد، لأن احتمال التقية لو أمكن في بعض الموارد لا يكون غالبا إلا عند جواب الإمام (عليه السلام) حتى يبعد من الإمام (عليه السلام) عدم تنبيه السامع من أصحابه عليه لئلا يلزم إغراؤه بالجهل، لأ نه يحكم بصحة مضمون ما سمعه ويعمل به، وأما تدوين حديث التقية من أصحاب الأئمه الموثوق بهم في أصولهم فأي ضرورة داعية إليه؟ ولم ينتهوا عليه، لأن تلك الأصول مصونة ومحفوظة عن ظهورها لغير أهلها، فكيف يجوز لهم إثبات غير دين الأئمة فيها من غير إشارة إلى ذلك، ويعلمون أن من بعدهم لا يفرقون بين أحاديثها ويأخذون الجميع على ظواهرها، والمقصد والباعث على جمع الحديث وتدوينه ليتم دين الأئمة (عليهم السلام)