الحكمة والفلسفة وهنا بحوث:
البحث الأول حول الهداية والدعاء إن الأمر بطلب الهداية واستدامتها، والأمر باستدعاء الرشاد والإرشاد، يومي إلى أن تلك الهداية لا تحصل إلا به، وهذا يوجب كون المطلوب منه: إما جاهلا بذلك، أو عاجزا عنه، ويصير قادرا بنفس الطلب منه، أو بخيلا محتاجا إلى هداية الناس إلى طلبهم، وهكذا. وهذا كله مما تفر منه العقول، وتكذبه القواعد المحررة في العلوم الإلهية، وحمل ذلك على المزاح وعدم الجد أسوأ حالا من ذلك، مع أنه خلاف الظاهر.
وبالجملة: من أول الفاتحة إلى هنا كان العبد يتذاكر محامد الله بالجمل الإخبارية، وكان يوجه إليه خطاباته التخضعية والتخشعية، ولكنه بقوله: " إهدنا " مع علمه بحاله ويكفي علمه عن سؤله، ابتلي بتلك البلايا، واعترف ضمنا بالنواقص العجيبة بالنسبة إلى من يخاطبه، ولذلك