علم الأسماء والعرفان قد تحرر في محله: أن غير هذا السفر الظاهري والحركة المتوسطة بين المبدأ والمعاد، سفرا معنويا ينقسم إلى غير النهاية، حسب السير في المعاني والروحانيات، وحسب الحركة في الحسنات الأخلاقية والفضائل الإنسانية، بالخروج من الحجب الظلمانية وبترك الغرائز الرذيلة، إلا أن المعروف منهم (1) - ومن تحريراتنا في " القواعد الحكمية " لبعض المناسبات العرفانية - أن عمده أربعة، وقد ذكرناها في بعض البحوث السابقة، ونشير إليها حتى يتوجه السالك العارف إلى أن هذه السورة قد اشتملت - حسب الذوقيات الإدراكية - على تلك الأسفار غير مرة.
اعلم: أن السفر الأول هو السير من الخلق إلى الحق المخلوق به والحق الثاني، برفض الكثرات والخروج عن تلك البيوت والدور، والوصول إلى مرتبة القلب بشهود الوحدة الظلية المستجمعة لجميع