السمعية. نعم هذه الأدلة تؤيد البراهين العقلية، إذا كانت الأدلة اللفظية الصريحة موقفها التأييد، فكيف بمثل هذه الأراجيف والأباطيل؟!
ولعمري إنه لو أسقط مثل هذا الاستدلال كان أولى وأحسن، لما يستظهر منه أن مبنى اعتقاداتهم على هذه الدلائل الواهية والبراهين الفاسدة، ولو صح هذا النحو من الاستدلال لصح الاستدلال بجميع الآيات والكبريات الكلية على خلافة كل موجود، لأن من انضمام اعتقاد المستدل إلى صغريات تلك الكبريات يتم الاستدلال.
مثلا: من يعتقد بأن يزيد بن معاوية من الأنبياء، يستدل بهذه الآية: إن المسؤول عنه بقوله: " اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم " هو صراط يزيد بن معاوية لأنه من النبيين قطعا... وهكذا.
فعلى هذا فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا على الدليل والمستدل.
المسألة الثالثة حول مسألة الجبر قالت المعتزلة: إن خالق الإيمان هو العبد لا غيره (1)، وهذه الآية تدل على أن الإيمان من إنعام الله تعالى، ضرورة أن الإيمان إما هو القدر المتيقن من قوله تعالى: * (أنعمت عليهم) *، أو هو المقصود لا غيره، أو هو أيضا داخل