وقيل: تلك الوجوه المحتملات هي الشائعات التي لا شذوذ لها ولا ندور ولا غلق فيها، وأما الوجوه الضعيفة فتبلغ أضعاف ذلك، حسب اختلاف المرادات من " ألم " (1)، فلا تخلط، وكن على بصيرة من إعجاز الكتاب الإلهي.
الجهة الرابعة الحروف المقطعة في كلام العرب ربما يشكل الأمر على الشباب، لأجل أن الكتاب الإلهي كتاب القانون، وكتاب الهداية والإرشاد، وكتاب عرف نفسه: بأنه تبيان كل شئ، وعرف نفسه: بأنه عربي مبين، ولا يشتمل على العجمة والإجمال وعلى الإرماز والإهمال، فكيف يمكن الالتزام بأنه في افتتاحه ابتدأ بمثلها، وهو على خلاف الأسلوب المألوف في التآليف والتصانيف، مع خلو سائر الكتب السماوية منها؟! فهذا يؤيد خلو هذا الكتاب العزيز منها، والتحاقها به في مر الأزمان ومضي القرون.
أقول: أولا: تكلمت العرب بالحروف المقطعة - نظما ونثرا - بدل الكلمات التي تكون الحروف منها، كقوله:
فقلت لها: قفي فقالت: قاف (2)