ثم إن اختلاف هذه الحركات والحروف، من الشواهد على أن المقصود هو الاعتماد على كلمة " إيا " قبل تلك الحروف والضمائر، كما عرفت تحقيقه.
المسألة الثانية حول كون " إياك " اسما أم حرفا ظاهر كلمات جماعة: أنها كلمة موضوعة للمخاطب وغيره (1)، وصريح آخرين: أنها ليست اسما ظاهرا (2) وإن كان مقصودهم من نفي الاسمية إثبات أنها ضمير ويقولون: إن الضمائر موضوعات لمراجعها، وتكون هي معرفة، ويبتدأ بها ويخبر عنها، وكل ذلك شواهد على أنهم يعتقدون أن الضمائر أسماء، خلافا لابن السراج، فإنه صرح بأن الكاف هنا حرف خطاب (3)، كما يأتي.
والذي هو التحقيق: أن الضمائر حروف الخطاب والإشارة والإيماء إلى الغائب والحاضر والمتكلم، وليست أسماء أصلا، فما اختلفوا فيه لا يرجع إلى محصل، كما تحرر منا في الأصول (4).