المسألة السادسة في معنى " المتقين " " المتقين ": وقاه يقيه وقيا ووقاية وواقية - يائي: ستره من الأذى، وحماه وحفظه وصانه، فهو واق، ومنه قوله تعالى: * (ما لهم من الله من واق) * (1) وتوقى، توقيا، واتقاه اتقاء، حذره وخافه، وأصل اتقى اوتقى، قلبت الواو تاء وأدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ الانتقال، توهموا أن التاء من نفس الحرف، فجعلوه اتقى يتقي بفتح التاء فيهما، ثم لم يجدوا له مثالا في كلامهم يلحقونه به، فقالوا: تقى يتقي مثل قضى يقضي - تقى وتقية وتقاء، والاسم التقوى، وتقول في الأمر: تق، وللمرأة تقي، كقوله:
تق الله فينا والكتاب الذي تتلو بني الأمر على التخفيف، واستغني عن الألف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل، وقد قالوا: ما أتقاه لله، أي أخشاه، كقوله: ومن يتق فإن الله معه، فإنما ادخل جزم على جزم، للضرورة، هكذا عن " الصحاح " في " تاج العروس " مع زيادة في " الأقرب " (2).
وقال ابن بري - عند قوله: مثل قضى يقضي -: أدخل همزة الوصل على " تقى " والتاء متحركة، لأن أصلها السكون، والمشهور تقى يتقي من