بل المنفي كل ما كان خلاف اليقين والعلم. والله الهادي.
المسألة الخامسة في معنى " هدى " " الهدى "، قد مر ما يتعلق بمعناه عند قوله تعالى: * (إهدنا الصراط المستقيم) *، والذي هو مورد النظر هنا، هو أن " الهدى " على وزن " فعل " قليل في المصادر، وعن أبي علي: يجوز أن يكون " فعل " مصدر اختص به المعتل (1)، وهو - حسب ما يتراءى - غير بعيد، لأن منه السرى والبكى.
وزعم بعض أكابر نحاتنا: أنه لم يجئ من " فعل " مصدرا سوى هذه الثلاثة (2)، وهو في محل المنع. وقد حكي عن الشيخ اللغوي رضي الدين الشاطبي: أن العرب قالت: لقيته لقى، وأنشد بعضهم:
وقد زعموا حلما لقاك ولم أزد... إلى آخره (3).
وفي " القاموس " وشرحه: أتقيه تقى كهدى (4).
وفعل يكون جمعا معدولا وغير معدول، ومفردا وعلما معدولا وغير معدول، وغير ذلك، مثل جمع وغرف وعمر وادد ونفز وفسق وحطم.