علم العرفان والأسماء حول الغيب اعلم أن الإيمان بالغيب كما لا يختص به طائفة من المؤمنين، أو جماعة من الأعراب، أو ثلة من عائلة البشر أو الجن، كذلك لا يختص به الموجودات الأمرية، بل قضية ما تحرر عموم الشعور والإدراك لكافة الحيوانات وللذرات قاطبة (1)، كما نطق به الكتاب الإلهي والبرهان العلمي والشواهد الإلهامية والمكاشفات العرفانية، فهم كلهم من المؤمنين بالغيب، أو فيهم المؤمنون به والكافرون أيضا.
ثم إن العالم باعتبار كله الظهور والشهود، ولا غيب فيه حتى يؤمن به أحد، وباعتبار كله الغيب ولا شهود، لأن الغيبوبة والشهود إضافيان حسب نشأت الحشر ومراتب الكشف، فرب موجود سفلي لا يغيب منه شئ، ورب موجود علوي متفان في الإلهية، ومهيمن في الذات الأحدية، لا شهود له رأسا وكلا.