والهداية بمعنى الإيصال إلى المطلوب، ولكنه ليس من قبيل المعنيين للفظ الواحد، بل هذا تقسيم للمعنى الواحد، ولذلك ينقسم الهداية إلى أكثر من هذا.
قال الراغب: " هداية الله تعالى للإنسان على أربعة أوجه " (1)، ولكنك ستطلع في أثناء المباحث الآتية على أن هداية الله تعالى غير متناهية الأقسام، فليتدبر جيدا.
المسألة الثانية حول الهداية إلى الخير الهداية هي الدلالة بلطف والتدليل بلين، وليس مطلق إراءة الطريق، بل الظاهر أن الهداية هي إراءة الطريق إلى الخير والنعم، دون الشر والنقم، فإذا قيل: * (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) *، فيحمل على الاستهزاء والتهكم، كما في قوله تعالى: * (فبشرهم بعذاب أليم) * (2)، وفي قوله: * (وظل من يحموم) * (3)، (4).