غيرها مما يحصل مجانا، وبلا عوض مطلقا حتى العوض المعنوي، بل لا يبعد كونها مخصوصة بما إذا حصلت من غير سؤال واستيجاب، وحيث إن الكتاب محفوف باستعمالها مضافا إليه تعالى، يمكن استكشاف أنها بالنسبة إلى غيره تعالى غير ممكنة، لأن غيره يريد الجزاء أو يعطي بعدما يسأل، ولعل إلى ذلك يشير قوله تعالى: * (وما لاحد عنده من نعمة تجزى) * (1)، فليتأمل جيدا.
ودعوى: أن النعمة هي المال فاستعيرت لغيرها (2)، غير مسموعة، لأنه خلاف الأصل، ولا يعول على قول لغوي مع قلة اطلاعهم على حقيقة المعنى وسعته وضيقه.
وعلى كل تقدير: لا يتبادر من قولنا: اهدنا صراط من أنعمت عليه، أي صراط من بذلت لهم المال والنعمة قطعا.
المسألة الثانية حول مفعول " أنعمت " حسب استعمالات الكتاب، وحسب ما في كتب اللغة: أن الإنعام متعد إلى المفعول الأول بلا واسطة، وإلى الثاني معها، قال الله تعالى: