كانت نعمة دنيوية - من وجهين:
أحدهما - قال الجبائي: أراد خير من القتل في سبيل الله، كشهداء أحد الثاني - قال البلخي: لا تحسبن ان ذلك خير استحقوه بفعلهم، أي لا تغتروا بذلك فتظنوا انه لمنزلة لهم، لأنهم كانوا يقولون: إنه تعالى لو لم يرد ما هم عليه، لم يمهلهم.
قوله تعالى:
(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان انه ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) (179) - آية بلا خلاف -.
قرأ حمزة والكسائي (يميز) - بالتشديد - الباقون بالتخفيف. يقال: مازه يميزه، وميزه يميزه - لغتان -.
ومعنى الآية لم يكن الله ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه، فلا يميز المؤمن من المنافق، والكافر (حتى يميز الخبيث من الطيب). وقيل في معنى الخبيث ههنا:
قولان:
أحدهما قال مجاهد، وابن إسحاق، وابن جريج: هو المنافق. قالوا: كما ميز المؤمن من المنافق يوم أحد. بالامتحان على ما مضى شرحه.
الثاني - قال قتادة، والسدي: حتى يميز المؤمن من الكافر.
وسبب نزول الآية ما قاله السدي: إن المشركين قالوا: إن كان محمد صادقا فليخبرنا من يؤمن منا، ومن يكفر، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قوم: إن كان يعلم المنافقين، فما حاجته إلى اختبارهم؟ فأنزل الله تعالى انه يميزهم. وذلك يكون: تارة باختبارهم، وتارة بتعيينهم.
والتمييز بين الكافر وبين المؤمن أو المنافق والمؤمن بالامتحان والاختبار في