المقتول بأن بعث غرابا حثا عليه التراب ليريه كيف يواري سوأة أخيه. وقال قوم: كان ملكا في صورة الغراب. وقال أبو علي يجوز أن يكون الغراب قد زاد الله في عقله ما عقل أمر الله لا على وجه التكليف كما نأمر صبياننا وأولادنا فيفهمون عنا.
ومعنى " سوءة أخيه " قيل فيه قولان: أحدهما - قال أبو علي: إنه جيفة أخيه، لأنه كان تركه حتى أنتن فقيل لجيفته سوءة. وقال غيره: معناه عورة أخيه والظاهر يحتمل الامرين. وأصل السوء التكرة تقول ساءه يسوءه إذا أتاه بما يكرهه.
وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله ضرب لكم مثلا ابني آدم فخذوا من خيرهما ودعوا شرهما).
وقوله " قال ويا ويلتا " فيه حذف لان تقديره ليريه كيف يواري سوأة أخيه فواراه قال والقائل أخاه يا ويلتاه. وقال الزجاج الوقف في غير القران عليها يا ويلتاه، والنداء لغير الآدميين نحو " يا حسرتا على العباد " (1).
و " يا ويلتا أألد وأنا عجوز " (2). وقال يا ويلتا وإنما وقع في كلام العرب.
على تنبيه المخاطب وان الوقت الذي يدعي هذه الأشياء هو وقتها. والمعنى يا ويلتا تعالي فإنه من ابانك أي قوله: مني الويل وكذلك يا عجبا: المعنى يا أيها العجب هذا وقتك. وقال سيبويه: الويل كلمة تقال عند الهلكة.
وقيل الويل واد في جهنم وقوله " أعجزت " يقال عجزت عن الامر أعجز عجزا ومعجزة.