عن بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم انتهى وهذا باطل من هذا الوجه لم يحدث به بن أبي فديك قط والمتهم به أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد أبو طاهر الهاشمي وقد كذبه الدارقطني وهو كما قال: فان من روى مثل هذا الحديث عن مثل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الثقة المشهور المخرج له في الصحيحين عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب الامام المشهور عن نافع عن بن عمر فإنه يكون كاذبا في روايته وعمر بن الحسن الشيباني شيخ الدارقطني تكلم فيه الدارقطني أيضا وقال هو ضعيف وقال الخطيب سألت الحسن بن محمد الخلال عنه فقال ضعيف واما جعفر بن محمد بن مروان من أهل الكوفة فليس مشهورا بالعدالة وقد تكلم فيه الدارقطني أيضا وقال لا يحتج به وقد روى الحافظ أبو محمد الرامهرمزي في أول كتاب المحدث الفاصل حديثا موضوعا لأحمد بن عيسى هو المتهم به فقال حدثنا أبو حصين الوادعي ثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى العلوي ثنا بن أبي فديك ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن بن عباس عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارحم خلفائي قلنا من خلفاؤك قال:
الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس انتهى وأبو عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وضاع أيضا وقد تقدم ذكره في حديث علي بن أبي طالب وله طريق آخر عند الخطيب عن عبادة بن زياد الأسدي عن أبي يونس بن أبي يعفور العبدي عن المعتمر بن سليمان عن أبي عبيدة عن مسلم بن حبان قال: صليت خلف بن عمر فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين فقيل له فقال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وخلف أبي بكر حتى قبض وخلف عمر حتى قبض فكانوا يجهرون بها في السورتين فلا ادع الجهر بها حتى أموت انتهى.
وهذا أيضا باطل وعبادة بن زياد الأسدي بفتح العين قال أبو حاتم كان من رؤساء الشيعة وقال الحافظ محمد النيسابوري هو مجمع على كذبه وشيخه يونس بن أبي يعفور العبدي فيه مقال فوثقه بعضهم وروى له مسلم في صحيحه وضعفه النسائي وابن معين وقال بن حبان يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات لا يجوز الاحتجاج عندي بما انفرد به ومسلم بن حبان فغير معروف والصواب في حديث بن عمر الوقف عليه كما ذكره البيهقي وغيره انه كان يقرأ البسملة للفاتحة وللسورة وقد يجهر بها أحيانا أو لتعليم المأمومين أو لغير ذلك من الأسباب والله أعلم.