حديث لا يبولن أحدكم في الماء الدائم تقدم قريبا الحديث التاسع والثلاثون قال عليه السلام أيما اهاب دبغ فقد طهر قلت روى من حديث بن عباس ومن حديث بن عمر أما حديث بن عباس فرواه النسائي في سننه في كتاب الفرع والعتيرة والترمذي وابن ماجة في كتاب اللباس من حديث زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما اهاب دبغ فقد طهر انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح فسره النضر بن شميل وقال إنما يقال اهاب لجلد ما يؤكل لحمه انتهى ورواه مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن بن وعلة سواء ورواه بن حبان في صحيحه في النوع السادس والمائة من القسم الثاني ورواه أحمد والشافعي وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم ورواه البزار في حديث يحيى بن سعيد عن بن وعلة ومن حديث القعقاع بن حكم عنه ثم قال وإنما رويناه كذلك يقول جاهل ان عبد الرحمن رجل مجهول وروى عنه أيضا عبد الله بن هبيرة انتهى كلامه واعلم أن كثيرا من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين عزوا هذا الحديث في كتبهم إلى مسلم وهو وهم وممن فعل ذلك البيهقي في سننه وإنما رواه مسلم بلفظ إذا دبغ الإهاب فقد ظهر واعتذر عنه الشيخ تقي الدين في كتاب الامام فقال والبيهقي وقع له مثل في كتابه كثيرا ويريد به أصل الحديث لاكل لفظة منه قال وذلك عندنا معيب جدا إذا قصد الاحتجاج بلفظه معينة لان فيه إيهام ان اللفظ المذكور أخرجه مسلم مع أن المحدثين اعذر في هذا من الفقهاء لان مقصود المحدثين الاسناد ومعرفة المخرج وعلى هذا الأسلوب ألفوا كتب الأطراف فاما الفقيه الذي يختلف نظره باختلاف اللفظ فلا ينبغي له ان يحتج بأحد المخرجين الا إذا كانت اللفظة فيه انتهى
(١٨١)