والحاكم روى عن آبائه أحاديث موضوعة لا يحل الاحتجاج.
حديث آخر عن بن عباس وله ثلاث طرق:
أحدها: عند الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو بن حسان ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم انتهى قال الحاكم إسناده صحيح وليس له علة وقد احتج البخاري لسالم هذا وهو بن عجلان الأفطس واحتج مسلم بشريك انتهى.
وهذا الحديث غير صريح ولا صحيح فاما كونه غير صريح فإنه ليس فيه انه في الصلاة واما غير صحيح فان عبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي كان يضع الحديث قاله امام الصنعة على بن المديني وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ليس بشئ كان يكذب وقال بن عدي أحاديثه مقلوبات وفي قول الحاكم احتج مسلم بشريك نظر فإنه انما روى له في المتابعات لا في الأصول.
الطريق الثاني: عند الدارقطني عن أبي الصلت الهروي واسمه عبد السلام بن صالح ثنا عباد بن العوام ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم وهذا أضعف من الأول فان أبا الصلت متروك قال: بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ليس عندي بصدوق ولم يحدثني عنه واما أبو زرعة فإنه ضرب على حديثه وقال لا أحدث عنه ولا أرضاه وقال الدارقطني رافضي خبيث اتهم بوضع الإيمان اقرار باللسان وعمل بالأركان انتهى وكأن هذا الحديث والله أعلم مما سرقه أبو الصلت من غيره وألزقه بعباد بن العوام وزاد فيه ان الجهر في الصلاة فان غير أبي الصلت رواه عن عباد فأرسله وليس فيه انه في الصلاة قال أبو داود في مراسيله حدثنا عباد بن موسى ثنا عباد بن العوام عن شريك عن سالم عن سعيد بن