الطريق الثاني أخرجه الدارقطني ثم البيهقي عن أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري قال وجدت في كتاب أبي ثنا عبد الملك العرزمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فاصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فصلوا وخطوا خطوطا فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكت فانزل الله تعالى ولله المشرق والمغرب الآية ثم اخرج الدارقطني عن سعيد بن جبير عن بن عمر قال إنها نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك انتهى قال بن القطان في كتابه وعلة هذا الانقطاع فيما بين أحمد بن عبيد الله وأبيه والجهل بحال احمد المذكور وما مس به أيضا عبيد الله بن الحسن العنبري من المذهب على ما ذكره بن أبي خيثمة وغيره انتهى الطريق الثالث عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء عن جابر نحوه قال البيهقي وبالجملة فلا نعلم لهذا الحديث إسنادا صحيحا وذلك لان عاصم بن عبيد الله بن عمر العمري ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومحمد بن سالم كلهم ضعفاء والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها انتهى وقال بن القطان في كتابه محمد بن عبيد الله العرزمي ومحمد بن سالم ضعيفان وهما حديثان مختلفان يرويهما جابر أحدهما كان في غزوة كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلة أحدهما غير علة الآخر قال وأخطأ أبو محمد عبد الحق حيث جعلهما حديثا واحدا قال ويمكن الجمع بين الروايتين لو صحتا بان السرية كانت جريدة جردها رسول الله صلى الله عليه وسلم من العسكر فمر فيها جابر واعتراهم فيه ما ذكر ولما قفلوا منها إلى عسكر النبي صلى الله عليه وسلم سألوه أو تكون الجريدة لم تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم الا في المدينة حتى يكون قوله كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية صادقين انتهى كلامه وقال العقيلي في متابه: هذا حديث لا يروى من وجه يثبت انتهى.
الحديث السادس: روى أن أهل قباء لما سمعوا بتحول القبلة استداروا كهيئتهم،