ادعت طائفة انه قطعي عندها يجب ان يكون قطعيا في نفس الأمر بل قد يقع الغلط في دعوى المدعي القطع في غير محل القطع كما يغلط في سمعه وفهمه ونقله وغير ذلك من أحواله بل كما يغلط الحس الطاهر في مواضع وحينئذ فيقال الأقوال في كونها من القرآن ثلاثة طرفان ووسط كما تقدم والذي اجتمع عليه الأدلة هو القول الوسط وهو انها من القرآن حيث كتبت وانها ليست من السور بل تكتب قبل السورة وتقرأ كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وقال النووي في شرح مسلم في حديث بدء الوحي في قوله: فجاءه الملك فقال له اقرأ فقال ما انا بقارئ ثلاث مرات ثم قال: له اقرأ باسم ربك الذي خلق استدل بهذا الحديث من يقول إن البسملة ليست آية في أوائل السور لكونها لم تذكر هنا قال: وأجيب عنه ان البسملة أنزلت في وقت آخر كما نزل باقي السورة في وقت آخر انتهى وحجة الخصوم المانعين من الجهر بالبسملة في الصلاة أحاديث أقواها حديث أنس رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فلم اسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وفي لفظ لمسلم فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها انتهى ورواه النسائي في سننه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والدارقطني في سننه وقالوا فيه وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وزاد بن حبان ويجهرون بالحمد لله رب العالمين وفي لفظ لابن حبان والنسائي أيضا لم اسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وفي لفظ لأبي يعلى الموصلي في مسنده فكانوا يفتتحون القراءة فيما يجهر به بالحمد لله رب العالمين وفي لفظ للطبراني في معجمه وأبي نعيم في الحلية وابن خزيمة في مختصر المختصر والطحاوي في شرح الآثار فكانوا يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم ورجال هذه الروايات كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيحين.
ولحديث أنس طرق أخرى دون ذلك في الصحة وفيها مالا يحتج به وفيما