ولم يذكر أحد منهم فيه البسملة وزادها بن سمعان وهو ضعيف الحديث وحسبك بالأول قد أودعه مسلم في صحيحه والاختلاف الذي فيه ليس بعلة فان بعضهم يقول: عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ومنهم من يقول عن العلاء عن أبي السائب عن أبي هريرة فان العلاء سمعه من أبيه ومن أبي السائب ولهذا يجمعهما تارة ويفرد أباه تارة ويفرد أبا السائب تارة وكل ذلك عند مسلم وزيادة البسملة في حديث العلاء باطلة قطعا زادها بن سمعان خطأ أو عمدا فإنه متهم بالكذب مجمع على ضعفه قال عمر بن عبد الواحد سألت مالكا عنه فقال كان كذابا وقال يحيى بن بكير قال هشام بن عروة فيه لقد كذب على وحدث عني بأحاديث لم أحدثه بها وعن أحمد بن حنبل متروك الحديث وسئل يحيى بن معين عنه فقال كان كذابا وقيل لابن إسحاق ان بن سمعان يقول سمعت مجاهدا فقال لا إله إلا الله انا والله أكبر منه ما رأيت مجاهدا ولا سمعت منه وقال بن حبان كان يروى عمن لم يره ويحدث بما لم يسمع وقال أبو داود متروك الحديث كان من الكذابين وقال النسائي متروك وقال البخاري سكتوا عنه وقال أبو زرعة لا شئ وأيضا فلا ريب ان الخلفاء الراشدين وغيرهم من أئمة الصحابة كانوا اعلم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشد تحريا لها من أبي هريرة وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم من أئمة الصحابة لا يرون الجهر بالبسملة في الصلاة قال الترمذي في جامعه بعد ذكره ترك الجهر والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين.
وكيف يعلل الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه بالحديث الضعيف الذي رواه الدارقطني وهلا جعلوا الحديث الصحيح علة للضعيف ومخالفة أصحاب أبي هريرة الثقات الاثبات لنعيم موجبا لرده إذ مقتضى العلم ان يعلل الحديث الضعيف بالحديث الصحيح كما فعلنا نحن.
الأحاديث التي استدل بها الخطيب فمنها حديث أخرجه عن بن أبي أويس واسمه عبد الله بن أويس قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي