عن أنس مرفوعا فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا يقرءون قال: وهذا خطأ من ابن أخي بن وهب في رفعه ذلك عن عمه مالك فصار هذا الذي رواه الخطيب خطأ على خطأ والصواب فيه عدم الرفع وعدم الجهر والله أعلم وذكر الخطيب وغيره لحديث أنس طرقا أخرى فيها الجهر الا انه ليس فيها قوله: في الصلاة فلا حجة فيها وهو الصحيح عن أنس كما رواه البخاري عن أنس انه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بمد بسم الله وبمد الرحمن وبمد الرحيم وروى مسلم عنه أيضا قال نزلت على آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا أعطيناك الكوثر إلى آخرها وهذا هو الصحيح عن أنس انه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة البسملة وليس فيه ذكر الصلاة أصلا ونظيره حديث أم سلمة انه عليه السلام كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين يقطعهما حرفا حرفا وقد تقدم ويؤيد هذا المعنى حديث سعيد بن جبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا ان محمدا يدعو اله اليمامة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفائها فما جهر بها حتى مات رواه أبو داود في مراسيله والمرسل إذا وجد له ما يوافقه فهو حجة باتفاق.
حديث آخر موقوف ولكنه في حكم المرفوع أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عثمان بن خيثم ان أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره ان أنس بن مالك قال صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لام القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك الصلاة ولم يكبر حين يهوى حتى قضى تلك الصلاة فلما سلم ناداه من سمع ذاك من المهاجرين والأنصار ومن كان على مكانه يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت أين بسم الله الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت فلما صلى بعد ذلك قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا انتهى. قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه الدارقطني وقال رواته كلهم ثقات وقد اعتمد الشافعي رحمه الله على حديث معاوية هذا في اثبات الجهر