الحنفي قيس بن عباية وقد وثقه بن معين وغيره وقال بن عبد البر هو ثقة عند جميعهم وقال الخطيب لا اعلم أحدا رماه ببدعة في دينه ولا كذب في روايته وعبد الله بن بريدة وهو أشهر من أن يثني عليه وأبو سفيان السعدي وهو ان تكلم فيه ولكنه يعتبر به ما تابعه عليه غيره من الثقات وهو الذي سمى بن عبد الله بن مغفل يزيد كما هو عند الطبراني فقط فقد ارتفعت الجهالة عن بن عبد الله بن مغفل برواية هؤلاء الثلاثة عنه وقد تقدم في مسند الإمام أحمد عن أبي نعامة عن بني عبد الله بن مغفل وبنوه الذي يروي عنهم يزيد وزياد ومحمد والنسائي وابن حبان وغيرهما يحتجون بمثل هؤلاء مع أنهم ليسوا مشهورين بالرواية ولم يرو واحد منهم حديثا منكرا ليس له شاهد ولا متابع حتى يجرح بسببه وانما رووا ما رواه غيرهم من الثقات فاما يزيد فهو الذي سمى في هذا الحديث واما محمد فروى له الطبراني عنه عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من امام يبيت غاشا لرعيته الا حرم الله عليه الجنة وزياد أيضا روى له الطبراني عنه عن أبيه مرفوعا لا تحذفوا فإنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين انتهى.
وبالجملة فهذا حديث صريح في عدم الجهر بالتسمية وهو وان لم يكن من أقسام الصحيح فلا ينزل عن درجة الحسن وقد حسنه الترمذي والحديث الحسن يحتج به لا سيما إذا تعددت شواهده وكثرت متابعاته والذين تكلموا فيه وتركوا الاحتجاج به لجهالة بن عبد الله بن مغفل قد احتجوا في هذه المسألة بما هو أضعف منه بل احتج الخطيب بما يعلم هو انه موضوع ولم يحسن البيهقي في تضعيف هذا الحديث إذ قال:
بعد أن رواه في كتاب المعرفة من حديث أبي نعامة بسنده المتقدم ومتن السنن هذا حديث تفرد به أبو نعامة قيس بن عباية وأبو نعامة وابن عبد الله بن مغفل فلم يحتج بهما صاحبا الصحيح فقوله تفرد به أبو نعامة ليس بصحيح فقد تابعه عبد الله بن